السبت، 29 نوفمبر 2014

زوجي تغيّر


 (كان يتمنى لي الرضا لأرضى) مئات بل آلاف السيدات ترددت على ألسنتهن تلك الجملة وأكثر من الجمل التي تعبر عن عشق زوجها لها في فترة الخطوبة وبداية الزواج غير أن الوضع تحول تماما وأصبحت حائرة فهي لا تجد الاهتمام الذي كان! ما الذي حدث ولماذا حدث؟

الذي حدث أنكِ أنتي التي تغيرت - ولكل فعل رد فعل - فهل أنتي ذات الشخصية التي تزوجها وسعى كثيرا للوصول إليها؟ لم أقل انظري في المرآة كما سيقول لك الآخرون فالرجل ليس كما يقولون لا يهمه في الحياة سوى الجانب الجسدي منك فلو كان كذلك لتزوج الأجمل ولكنه اختارك أنتي لتفرد شخصيتك عمن سواكي.

أين موهبتك التي كنتي تقضين وقتك فيها وكان يبحث هو عن بعض من وقتك له؟ أين علاقاتك بصديقاتك اللاتي كنتي تلجأين إليهن عند حزنك وكان يلح هو عليكي في السؤال حتى تبوحي له بما يحزنك؟ أين آرائك ومواقفك من الأحداث والأنشطة المختلفة في المجتمع والتي كان يستمتع بسماعها ومناقشتها معك ولا يحتاج إلى قضاء معظم وقته مع أصدقائه؟

لقد نسيتي موهبتك وتفرغتي له ولحياته فأصبحتي تلاحقينه في كل مكان (أين أنت؟ ماذا تفعل؟ لماذا تأخرت؟ أنت لا تهتم) أصبح محور حياتك فأصبحتي كاهلا على حياته ثم قطعتي كل علاقاتك بصديقاتك ولم يعد لكي منفذ للتحدث والفضفضة سوى معه وإليه فأصبح لايسمع منك غير الشكوى وكلام لايفسره لأنه لا يفهم طبيعة الأنثى في الفضفضة وأيضا لم تعودي تهتمي بأحداث ومواقف العالم من حولك بل أصبحت اهتماماتك وآرائك حصريا للمطبخ والأولاد فماذا سنأكل غدا والأولاد أشقياء!

بعد كل هذا التغير ماذا تتوقعين منه؟ أن يظل اعجابه واهتمامه بكي كما كان؟ حتى وان كنتي تستقبلينه بكامل زينتك ولم تهملي أبدا في جسدك فأين روحك وعقلك اللذان جذباه في البداية؟

في الحياة عامة والزوجية خاصة لابد من أن تحبي نفسك وتهتمي بها وتكرميها أولا فإن لم تفعلي فلا تنتظري من أحد أن يفعل هذا نيابة عنك.

لاتجعلي منه محور تدورين في فلكه بل بالعكس اهتمي بذاتك وأسعدي نفسك وبذلك تقدرين على إسعاده بل وجعله أسعد رجل في العالم فالرجل يعشق الحرية والاستقلال كما تعشقين انتي التسوق والتحدث.

ولتعلمي أنكي لو كنتي تعيسة أو مستنزفة عاطفيا وغير راضية عن حالك فلن تستطيعي إسعاد زوجك أو أي شخص في العالم ففاقد الشيء لا يعطيه.

لا تعتبري زوجك مصدرك الوحيد للسعادة إذا أرضاكي ضحكت الدنيا وإذا أهملك فلا سبب لتعيشي فزوجك إضافة جميلة لحياتك وليس استبدال كامل للحياة إذا أسعدك سعدتي وإذا أهملك فهناك اهتمامات ومجالات أخرى في حياتك تعوضك وتساعدك على حل مشاكلك معه ببال هادئ.


استرجعي ذاتك واستدعي شخصيتك مرة أخرى فأنتي الخاسر الأكبر إن لم تفعلي.



بقلمي
أميــــــ محمد ــــــرة

كلية الزواج السعيد
انتظروا جديدنا