السبت، 31 يناير 2015

عفوا .. لقد نفذ رصيدكم!

يمكن تشبيه قلب وعقل الإنسان بالخزان والفاتورة فالقلب مثل خزان الوقود لا يتحرك ولا يتسابق ويندفع ليوصلك إلا إذا كان ممتلئ، كذلك العقل كفاتورة المحمول لن يتصرف ويتحدث ويتفاهم مع الآخرين إذا لم تسدد الفاتورة أو كان الرصيد منتهي.

وفي الحياة الزوجية إذا كان شريك حياتك خزانه ممتلئ وفاتورتك مدفوعة عنده لكان التواصل بينكما فعال وكان العطاء أسهل وأكثر.

لكن بماذا يمتلئ خزان القلب؟ وكيف تدفع فاتورتك لشريكك؟

خزان القلب يمتلئ عندما تعبر عن حبك لشريكك بالطريقة التي يفهمها ويحبها فليست كل طريقة تصلح مع شخص تصلح مع الآخر، ولكل انسان قدرة وحدود وطريقة مختلفة في تقديم وتلقي الحب وهذا ما سنفرد عنه مقال بل ومقالات أخرى.

أما عن الفاتورة وهي محور مقال اليوم فهي (المواقف) التي تصنعها في حق شريكك وهي منقسمة:
إما مواقف ترفع بها رصيدك وتزيده .. إما مواقف تخصم بها من رصيدك بل وقد تصل إلى أن تصبح مديون وليس مجرد عدم وجود رصيد كافٍ.

إذا قمت بزيادة رصيدك عند شريكك ساعده ذلك على التغاضي وغفران هفواتك بل وقد يكفي رصيدك المرتفع لغفران خطأ قد تعتبره أنت شخصيا لا يغتفر.

فهل صنعت لنفسك معروفا ورفعت رصيدك فالأيام غير مضمونة وزلات الإنسان غير معروفة أو متوقعة.

أما إذا لم تقم بشحن رصيدك وتركته يتضاءل يوم بعد يوم بمواقفك السلبية وغلطاتك لن تترك مجالا واحدا للغفران والتغاضي عند شريكك وفجأة ستجده يقف لك عند كل غلطة وإن كانت لا تستحق أو صغيرة، بل قد يجعله أيضا يترقب غلطتك القادمة فأنت لم تترك له مواقف إيجابية سعيدة لتزيح بها القليل من المواقف السلبية, والأكثر أنه عندما ستفعل خيرا معه لن تجد التقدير لأنك أصبحت مديون ويجب أن تمنح وتعطي الكثير والكثير لتعوض ما فاتك ويبدأ رصيدك بالزيادة وبالتالي يبدأ هو يغفر ويتغاضى ومن ثم يقدر مجهودك.


قم بشحن فاتورتك بالمواقف التي تسعد شريكك حتى وإن كانت صغيرة فالصغير بالكثرة يصبح عظيما ، حاول أن تنتبه وتتعب من أجل علاقتكما حتى لاتجد شريكك يتركك يوما قائلا: عفوا .. لقد نفذ رصيدكم!


بقلمي
أميـــــــ محمد ـــــــــــرة


كلية الزواج السعيد
انتظروا جديدنا

الأحد، 4 يناير 2015

حجاب ياسيدنا


تصورت ذات مرة لو أن هناك ساحر حكيم يعيش في بلد بعيد والوصول إليه يكاد يكون مستحيل ولكن البحث عنه واجب على كل من يسعى لزواج مثالي سعيد.
شددت الرحال وتزودت بالمؤن والإحتياطات ونويت العثور عليه مهما حدث أو كان، وبعد مخاطر وأهوال، وبعد مشقة ومعاناة طرقت باب ساحرنا الحكيم، فتحت لي إمرأة يبدو عليها الحكمة، ووجهها يشع نورا رغم وضوح سنها، لابد أنها الزوجة المحظوظة، استقبلتني خير استقبال، وقالت: أتيتي من بلد بعيد فماذا تطلبين؟
 قلت: أريد مقابلة الساحر الحكيم ليعطيني السر العظيم.
قالت: سيدنا يعطي الأحجبة فهل تريدين قلت بالطبع وسأعطي كل ماتريدين.

أدخلتني غرفة من زجاج ترى فيها الجبال والأشجار والأنهار، غرفة غاية في الجمال وفي وسطها يجلس ساحرنا الحكيم فأجلسني وقال: ماذا تريدين؟
قلت: حجاب يا سيدنا للسر العظيم.
قال: أنا لا أعطي حجاب واحد بل هم مجموعة لاتتجزأ أتأخذينهم أم ترحلين؟
قلت: أخذهم وما تريد.
قال: لكل حجاب اسم يجب أن تحفظيه:
الحجاب الأول (التغاضي) وهو أعظم الأسرار به تبعدان الشيطان فلا تقفان عند صغار المشاكل فلكل منكما هفوات والتغاضي من غير إذلال ولامعايرة يزيد المحبة ويلطف الأجواء.
الحجاب الثاني (المناورة) وهو العطاء والأخذ فالعطاء يأتي أولا ثم انتظار الأخذ فلا ينتظر أحدكما أن يبدأ الآخر بالعطاء فلتبدءا معا ولكن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فيجب انتظار الأخذ - بعقل وحكمة ودون ترصد وتعداد-  وإلا أصبح العطاء في نظر الآخر فرض عليك وتلام إذا توقفت عنه.
الحجاب الثالث (الاستفسار) لا تأخذا مواقف الآخر وكلماته وتفسراها كما تريدان فالله تعالى خلق لكما لسان لتستوضحا به اسألا عن السبب وعن المعنى فالعقول تختلف وحسن النية هو أساس العلاقة الزوجية.
الحجاب الرابع والأخير في هذه المجموعة (الإصرار) فالصبر الحق هو الإصرار على الوصول وحل الصعوبات كما فعلتي للوصول إليَّ - أخذتي احتياطاتك وصبرتي على معاناة الطريق وتجنبتي الحوادث وعالجتي الأزمات -  أما الصبر المشهور بين الناس فهو الاستسلام للوضع وقول ما باليد حيلة وفي اليد حيل كثيرة.


ثم قال لي: يا بنيتي هذه الأحجبة ليس لها أوراق تضعينها في أماكن معينة فهي تستقر في القلب والعقل وتظهر في التصرفات، وليس لها تاريخ انتهاء للصلاحية فهي تدوم وتعطي نتيجة مع دوام الزواج واستمراريته، وأيضا ليست لنوع واحد من البشر فهي للزوج كما هي للزوجة.

بقلمي
أميــــــ محمد ـــــــرة

كلية الزواج السعيد
انتظروا جديدنا