يمكن تشبيه قلب وعقل الإنسان بالخزان والفاتورة فالقلب مثل خزان الوقود لا
يتحرك ولا يتسابق ويندفع ليوصلك إلا إذا كان ممتلئ، كذلك العقل كفاتورة المحمول لن
يتصرف ويتحدث ويتفاهم مع الآخرين إذا لم تسدد الفاتورة أو كان الرصيد منتهي.
وفي الحياة الزوجية إذا كان شريك حياتك خزانه ممتلئ وفاتورتك مدفوعة عنده
لكان التواصل بينكما فعال وكان العطاء أسهل وأكثر.
لكن بماذا يمتلئ خزان القلب؟ وكيف تدفع فاتورتك لشريكك؟
خزان القلب يمتلئ عندما تعبر عن حبك لشريكك بالطريقة التي يفهمها ويحبها
فليست كل طريقة تصلح مع شخص تصلح مع الآخر، ولكل انسان قدرة وحدود وطريقة مختلفة
في تقديم وتلقي الحب وهذا ما سنفرد عنه مقال بل ومقالات أخرى.
أما عن الفاتورة وهي محور مقال اليوم فهي (المواقف) التي تصنعها في حق
شريكك وهي منقسمة:
إما مواقف ترفع بها رصيدك وتزيده .. إما مواقف تخصم بها من رصيدك بل وقد
تصل إلى أن تصبح مديون وليس مجرد عدم وجود رصيد كافٍ.
إذا قمت بزيادة رصيدك عند شريكك ساعده ذلك على التغاضي وغفران هفواتك بل
وقد يكفي رصيدك المرتفع لغفران خطأ قد تعتبره أنت شخصيا لا يغتفر.
فهل صنعت لنفسك معروفا ورفعت رصيدك فالأيام غير مضمونة وزلات الإنسان غير
معروفة أو متوقعة.
أما إذا لم تقم بشحن رصيدك وتركته يتضاءل يوم بعد يوم بمواقفك السلبية
وغلطاتك لن تترك مجالا واحدا للغفران والتغاضي عند شريكك وفجأة ستجده يقف لك عند
كل غلطة وإن كانت لا تستحق أو صغيرة، بل قد يجعله أيضا يترقب غلطتك القادمة فأنت
لم تترك له مواقف إيجابية سعيدة لتزيح بها القليل من المواقف السلبية, والأكثر أنه
عندما ستفعل خيرا معه لن تجد التقدير لأنك أصبحت مديون ويجب أن تمنح وتعطي الكثير
والكثير لتعوض ما فاتك ويبدأ رصيدك بالزيادة وبالتالي يبدأ هو يغفر ويتغاضى ومن ثم
يقدر مجهودك.
قم بشحن فاتورتك بالمواقف التي تسعد شريكك حتى وإن كانت صغيرة فالصغير
بالكثرة يصبح عظيما ، حاول أن تنتبه وتتعب من أجل علاقتكما حتى لاتجد شريكك يتركك
يوما قائلا: عفوا .. لقد نفذ رصيدكم!
بقلمي
أميـــــــ محمد ـــــــــــرة
كلية الزواج السعيد
انتظروا جديدنا