السبت، 4 أبريل 2020

رمضان شهر البينات (سبقت لهم منا الحسنى)


۞البينة الرابعة عشر۞

۩۞۩¤═۞═¤۩۞۩

يقول الله تعالى

۞ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ۞

وأحب أن أنوه قبل حديثي اليوم أني لست بمفسر للقرآن .. ولكني أطالع تفسير ما أكتب عنه أولا، فأنقله كما هو .. أو أجول حول الآية بخاطرة وقعت في قلبي بعد قراءة الآية وتفسيرها

وقد استوقفتني في آية اليوم ثلاثة مشاهد

المشهد الأول
 ۞ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ۞

المشهد الثاني
۞ أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۞

وما بين هذين المشهدين .. حال أرض المحشروهو
المشهد الثالث
والذي وردت في سياقه الآيات

ووقفت كثيرا مع .. ۞ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ۞ .. وقد جاء فيها كثير من التفاسير بأسماء محددة ما بين أنبياء وصالحين وصحابة رسول الله صلوات ربي وتسليماته عليه

وجميل جدا أن تستشعر وأنت من أهل الدنيا أن الجنة قد وجبت لك مسبقا .. وأنت لا زلت في دار الحياة الدنيا .. بعيدا عن الآخرة وأماراتها وحسابها

شعور جميل أن يستشعر الرجل أو المرأة أنه يوم القيامة سوف يكون بعيدا كل البعد عن أهوال وفزع يوم القيامة .. وأنه على وعد من الله بدخول الجنة

تخيل .. موعود من الله بدخول الجنة

اللهم اوعدنا وأوجب لنا جنتك وبشرنا

وبينما أطالع بعض الأسماء التي ورد فيها بعض التفاسير إذ بي أتذكر بعض مواقفهم في الدنيا وهو على يقين ووعد بالجنة

فإذا الدنيا عندهم هينة .. رخيصة .. لا قيمة لها .. إلا من ذكر وعبادة وتلاوة القرآن ودعوة وجهاد

عاشوا بسريرة مع الله .. وصفاء نفس مع البشر .. رغم تلون الناس وتحولها

في الحقيقة كثيرة هي المواقف التي مرت بخيالي عن هؤلاء وكيف عاشوا

وذرفت الدمع إشفاقا على أحوالنا من بعدهم وبدونهم بيننا .. إذ هم عون على الطريق .. وهم الموعودون من قبل الإله الواحد بالجنة .. هم رسل ربنا وأوليائه وصالحيه وصحب نبيه ومن سار على دربهم

ولكن عزائنا أن فينا نفس منهجهم .. وبقيت الخطى فقط هي التي تتفق أو تختلف .. تعرف الطريق فتسعاه .. أو تضله

يا نعيم من سبقت لهم من الله الحسنى .. ويا شقاء من سبقت له النار والعياذ بالله

اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل .. ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل

وبينما أنا أتذكر مواقفهم وجميل سعيهم وصالح عملهم وطيب خاطرهم في الدنيا إذا بالله ينقلنا معهم لمنازلهم في الآخرة

۞ أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۞

وكي تدرك نعمة هذا الموقف وعظمته .. عليك أن تدرك أولا حال أرض المحشر

۞ كَلا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ۞ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ۞ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۞ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ۞

و يرتسم من وراء هذه الآيات، ومن خلال موسيقاها الحادة التقسيم، الشديدة الأسر، مشهد ترجف له القلوب، وتخشع له الأبصار .. والأرض تدك دكا دكا! والجبار المتكبر يتجلى ويتولى الحكم والفصل، ويقف الملائكة صفا صفا .. ثم يجاء بجهنم فتقف متأهبة هي الأخرى!

والشمس من قبل ذلك تدنو من الرؤوس .. والناس غرقى في عرقهم كل حسب عمله

وقد ورد أن جهنم يؤتى بها يوم القيامة على أرض المحشر مكبلة بسبعين ألف زمام على كل زمام سبعين ألف ملك

ولها حال عجيب

۞ سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ ۞

۞ تَكَادُ تَمَيَّزُمِنَ الْغَيْظِ ۞

۞ تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ۞

أعاذنا الله وإياكم من هول المشهد يوم القيامة ومن جهنم

بينما الأمر كذلك .. إذا بأولئك ۞ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ۞

۞ أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۞

يا الله .. إنهم حتى لا يسمعون لها صوتا .. من بعد ما بينها وبينهم

وأين هم منها يومئذ .. إنهم في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .. هم أبعد ما يكون عن شكلها وغيظها وشهيقها وزفيرها وشررها وكلاليبها وزبانيتها .. هذا لا يرونه

ومن جميل تأمين ورحمة الله لهم .. جعلنا الله منهم .. أنهم حتى لا يسمعون حسيسها .. حتى أدنى صوت لها لا يسمعونه حتى وهم يجوزون الصراط

والله رغم أنها آيات تتناول مشهدا مهيبا من مشاهد يوم القيامة .. إلا أن كلها رحمة وطمأنينة وعفو

أسأل الله لي ولكم ولعموم المسلمين أن يجعلنا من ۞ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ۞

اللهم آمين آمين آمين



خالص تحياتي لكم
  المستشار الأسري
عمر محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق