الاثنين، 13 أبريل 2020

رمضان شهرالبينات (ذكرى فتح مكة)


۞البينة العشرون۞

۩۞۩¤═۞═¤۩۞۩

بسم الله الرحمن الرحيم

۞ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ۞

20 رمضان العام الثامن من الهجرة

ذكرى فتح مكة

هل تعلم ؟

أن سبب الفتح المبين كان خيانة أهل مكة للعهد .. خيانة قذرة استباحوا فيها كل شيئ ..

طالع معي ..

كان من بنود صلح الحديبية بين رسول الله وقريش ( أنه إذا أرادت قبيلة أن تنضم إلى حلف المسلمين فلها ذلك، وإذا أرادت قبيلة أن تنضمَّ إلى حلف قريش فلها ذلك، وعلى إثر هذا دخلت خزاعة في حلف الرسول عليه السلام، ودخلت بنو بكر في حلف قريش)

فهل تعلم ؟

أن بني بكر (حليفة قريش) هجمت على بني خزاعة (حليفة رسول الله) في مكة .. وقتلت منهم الكثير من الرجال ، ولم يجد بنو خزاعة بداً من الاحتماء بالكعبة نظرا لحرمتها وقدسيتها .. فأخذوا نسائهم وأطفالهم واعتصموا بالكعبة من غدر بني بكر .. خاصة وأن الكعبة تقع في القلب من قبيلة قريش .. حامية الحجيج من قبل على مدار سنين .. ومن ثم طمعوا في حماية قريش لمن يحتمي بها وبالكعبة  ..

هل تعلم ؟

أن قريش تهورت تهوراً عجيبا لم يكن من شأنها قبل ذلك .. (فهي حامية الحجيج وكل من يلحق بالبيت الحرام) .. لقد أعانت بني بكر على قتل بني خزاعة رغم تعلقهم بالبيت واحتمائهم بقريش .. بل وأمدتهم بالسلاح من أجل القضاء على بني خزاعة .. رجالاً ونساءً وأطفالاً ..

هل تعلم ؟

أن جيش بني بكر نفسه تعجب من استمرار القتل في داخل الحرم ، حتى نادوا على زعيمهم نوفل بن معاوية وقالوا: يا نوفل ، إلهك إلهك .. يعنون أن قوانين (اللات والعزى وهبل وغيرها) لم تشرع القتال داخل البيت الحرام .. ردَّ عليهم نوفل بكلمة فاجرة ، قال: لا إله اليوم ، لا إله اليوم !

ثم قال في فجور أكبر: يا بني بكر، أصيبوا ثأركم، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم ، أفلا تصيبون ثأركم فيه؟

نعم .. المجرم حين يفجر لا يراعي حرمة .. فهو يعلم أنه من قبل مجرما .. ولكنه فقط يعلن جرمه للجميع .. وقد أعلنوا جرمهم أمام قومهم

هل تعلم ؟

أن خزاعة لما أرسلت عمرو بن سالم ليطلب النصرة من رسول الله (حليفهم) وهو في المدينة وليس في مكة حيث الأحداث .. هل تعلم أن رسول الله بمجرد ما سمع عمرو بن سالم قال على الفور (نُصرت يا عمرو بن سالم) ..

لم يتباطئ .. لم يتململ .. لم يبحث عن موقف يبرر من خلاله أنه لن يذهب .. بل أجابه بالنصرة على الفور .. ومن فوره استعد للقاء مشركي مكة ..

هل تعلم ؟

أن أبا سفيان سافر لغزة وقابل هرقل .. يطلب تأييد دولي .. ولكن هل تدرون ما حدث ؟

لقد خذله هرقل .. لقد قال في محمد صلى الله عليه وسلم قولا علم منه أبو سفيان أن هرقل يخشى رسول الله وجيشه .. يقول أبو سفيان وهو خارج من عند هرقل كما روى ذلك ابن كثير (لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة – يقصد محمد - ، إنه يخافه ملكُ بني الأصفر – يقصد هرقل) ..

هل تعلم ؟

أن قريش عقدت مجلساً استشارياً كبيراً ، جلس فيه أبو سفيان مع قادة مكة ؛ مع عكرمة بن أبي جهل، ومع صفوان بن أمية ، ومع سهيل بن عمرو، ومع غيرهم من رجال مكة وزعمائها ، وبدءوا يفكرون فيما سيفعلونه نتيجة هذا الاجرام الذي أقدموا عليه ونقدهم العهد مع النبي ..

هل تعلم

أنهم أجمعوا أمرهم على أن يخرج أبو سفيان من مكة للمدينة لمقابلة رسول الله يطلب منه مد الهدنة (التهدئة) ؟ نعم والله فعلوها ..

يقول صاحب المشترك الإنساني: (وهنا نأخذ قاعدة مهمة في حياتنا الآن وإلى يوم القيامة، وهي أنه إذا كان عدوك حريصًا على السلام، وحريصًا على تجنُّب الصدام بكل ما أوتي من قوة، ويدفعك إليه دفعًا، فاعلم أنه ضعيف، أو على الأقل يخشى قوتك، فلا تضعف ولا تجبن)

هل تعلم ؟ 

وانظر للمهانة قبل الفتح المبين ..

أن أبا سفيان جاء فعلا للمدينة وقابل هؤلاء على التوالي ( ابنته أم حبيبة زوجة النبي وأم المؤمنين لتتوسط له عند النبي في اللقاء .. فصدته .. فخرج لرسول الله أرحم البشر فلم يرد عليه .. فخرج لإبي بكر فلم يشفع له عند النبي .. فخرج لعمر بن الخطاب فحطم نفسيته بكلمات البأس .. فخرج لعلي ابن أبي طالب فنهره .. فكلم زوجته فاطمة بنت رسول الله وبين يديها ابنها الحسن بن علي وطلب منها أن ترسل هذا الصغير (الحسن حفيد النبي) ليشفع له ولقريش عند جده النبي .. فما وافقت فاطمة وما أرسلت الصبي .. لهذه الدرجة كان مهانا يبحث عن مخرج من ورطته وجرمه

فطلب من علي ابن أبي طالب أن يشير عليه بحل فقال له اخرج في الناس واطلب من أحدهم أن يجيرك فقال أبو سفيان: أوَترى ذلك مُغْنِيًا عني شيئًا؟

قال علي بن أبي طالب في وضوح: لا والله ما أظن، ولكن لا أجد لك غير ذلك ..

ورغم كل هذا الإحباط .. فعل وهو زعيم مكة .. وطلب الإجارة من المسلمين فلم يُجِره أحد .. فشل سبع مرات متتالية في أن يخرجه أحد من ورطته خروجاً آمناً يأمن فيه على نفسه ودمه ..

وفي طريقه لمكة مخذولاً يحمل عاره وجرمه وما له من خلاص ولا مجير .. يقابل ثلاثة نفر ممن كانوا يباعوا ويشتروا في مكة .. إنهم بلال وصهيب وسلمان .. فتوعدوه بالقتل قائلين (والله ما أخَذَتْ سيوفُ الله من عنق عدو الله مأخذها) .. يقصدون حين يعودون عليه لنصرة بني خزاعة  ..

هل تعلم ؟

أنه لما دخل رسول الله والجيش لمكة لم تكن هناك معارك سوى معركة واحدة في جنوب شرق مكة اسمها الخندمة  ..

هل تعلم

 أن قائد مجموعة قريش في معركة الخندمة هذه .. كان عكرمة ابن أبي جهل .. وقائد كتيبة الفرسان المسلمين كان خالد ابن الوليد ..

هل تعلم

أن عكرمة وخالد كانا صديقين حميمين في الجاهلية ؟ ورغم ذلك لم يتوانى عكرمة عن مواجهة صديقه خالد المسلم .. وقاتل عكرمة قتالاً شديدا لم يقاتله من قبل .. ورغم ذلك هُزم بفضل الله ونصر الله سيفه المسلول (خالد بن الوليد) ..

نعم قاتل الصديق صديقه وكان حريصا على قتله .. ومن قبل قتلوا الناس عند بيت الله الحرام وأمدوهم بالسلاح وخرقوا كل القوانين ..

بعد كل هذا .. ورغم الدماء عند البيت الحرام  ورغم خرق القوانين ورغم مقاتلة الصديق صديقه ورغم طلب التأييد الدولي ورغم كل شيئ .. كان الفتح المبين  ..

جاء نصر الله والفتح .. رغم كل شيئ .. وأهان اللهُ عدوَ الإسلام وأخذاه في قومه وفي المسلمين وفي الملأ الدولي  ..

۞  إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ۞

صدق الله العظيم



خالص تحياتي لكم
 المستشار الأسري
عمر محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق