الثلاثاء، 17 يناير 2012

اختلاف الحوار بين الزوجة والعشيقة




ان التواصل بين الناس يكون بعدة طرق مختلفة من الاشارة ومنها الكلام ، ويعتبر الكلام والحوار من أهم الطرق المقربة بين الناس في وقت التحوار حيث يزيل عواقب وخيمة كبيرة في كيفية التواصل 
والتحاور . ولأن الكلام يكون كاشفا عما في النفس قال الشاعر:


 إنما الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل الكلام على الفؤاد دليلا

ولأن حالات النفس مختلفة والتصورات التي تحملها متغيرة بسبب اختلاف الظروف والشخصيات والافراد كانت الكلمات التي تقال من جهة الى جهة ، ومن شخص الى اخر مختلف بحسب الشخص وما يحمله عن غيره.
وليس حدثينا عن الكلام وكيفة نشؤه بل كلامنا حول الحوار بين الزوج والزوجة وبين الزوج والعشيقة او العشيق لماذا يختلف عن غيره من الاحاديث وله تاثير على نفس اكثر ؟؟
من الامور المهمة التي يجب ان يفهمها الجميع ان الحوار مع الجنس المماثلة له خصوصية تختلف عن الحوار مع الجنس المقابل.
 ففي الجنس المماثل لا يسع الطرف ان يجلب أهتمام الطرف الاخر نحوه بل أقصى ما يرغب فيه هو توصيل افكاره فقط ، سواء كانت تحمل في طياتها الخير أو الشر.
 اما مع الحوار مع الطرف المقابل ونقصد به حديث الرجل مع المرأة يحمل في داخله امرا اخر غير توصيل الافكار والاراء بل يحمل في طياته المشاعر ، والرغبة ، وما يحاول الاخر ان يوصله إليها ، او اليه.
ولذلك يختلف حديث الرجل مع المرأة عن حديث الرجل مع الرجل وكذلك العكس.
وذلك لما فيه من الجدية والحزم ، والثبات ، وعدم الليونة.
اما مع المرأة فالحديث يكون فيه ليونة ورقة ، ونعومة وإذا أردنا ان نعرف بعض الفروقات فنقول:

1-  يسع الرجل أو المرأة إلى كسب الطرف الاخر له من خلال اعطاه صورة حسنة ، وانطباع جميل 
عنه لذلك حينما يتحدثان يكون سمت الصوت فيهما هادئ وناعم ، ولا يحمل من الخشونة والقسوة.

2- يكون الرجل فيه مستمع جيد ، والمرأة متحدثة لبقة .وهذا الامر يعطي راحة كبيرة إلى المرأة حينما تتحدث لانه يشبع فيها جانب عاطفي مهم وهو افراغ الشحنات العاطفية ، أو الهم ، أو التركمات الموجودة في ذهنها ومن خلال الحوار مع الرجل واستماعه إليها يعطيها ارتياح وراحة بال . ويعطي الرجل اهمية كبرى انه حصل على ثقة المرأة وطمئنانه لها . لذلك ترى الرجل يستمع الى المرأة التي يحبها ، او يريد ان يتزوجها ، او التي يريد ان يحصل عليها اكثر مما يتكلم.

3- يحاول الطرفان في تبرير اخطاء لكل فرد منهما فمثلا حينما تشتكي المرأة الوضع الذي تعيشه مع اهلها ، او من أصدقائها ، في العمل ، في أي مكان وتقوم بسرد بعض القصص والحوادث التي جرت لها تؤنب المرأة نفسها بأنها أخطئت في مثل هذا الموقف . فما يكون من الرجل إلا أن يبرر أخطائها ويصححها ، او يحاول إيجاد عذر لها لكي يكون متفهما لها عالما بتصرفاتها.
 وكذا المرأة مع الرجل ايضا.

4- يقلل الطرفان من الانتقاد واللوم ، فلا يسعيان إلى نقد بعضيهما ، ولا توجيه اللوم لهما بل يكون حوارهما دائما حول الحب والشوق ، والاشتياق ،والرغبة . وحرمان البعد . وتمنى ساعة الوصال.

5- يسع الطرفان في وقت الحوار أن يتجنبا أي مشكلة أو خلاف يجري بينيهما .فيحاول كل منهما التنازل عن حقه حتى لا يفقد الاخر .


6- كون اللقاء بينهما محدود يجعل ساعات التواصل بينهما حميمة وعذبه.

7- لأن كل منهما لم يصل إلى مرحلة الامتلاك للطرف الاخر فهو يحاول الحفاظ عليه أكثر مدة ممكنة حتى لا يفقد تلك المميزات التي حصل عليها من الطرف الاخر .وهذا بحد نفسه يجعلهما يحافظان على بعضيهما بما يشكل منهما انسجاما وتوافقا يعطيهما انطباعا أنهما خلقا لبعض.

8- استخدام اسلوب التعنج والدلع من قبل المرأة على الرجل واستخدام اسلوب الاغراء في الكلام والتمايع والتدلل ، واظهار العطف والحنان بشكل يجعل الرجل يطرب ويسعد حينما يسمع مثل هذه الكلمات ، وكذا الرجل حينما يخاطب المرأة فانه يخاطب أنوثتها ، ويكلم فيها عاطفتها وحنانها مما يجعلها تطير فرحا به.

9- محاولة كل منهما إلى إدخال المحبة والفرح في قلب صاحبه من خلال مفاجئته بما يحب أما من خلال كلمات الحب ، او كلمات يحب أن يسمعها الطرف الاخر .و البقاء على هذا الأسلوب بعد الزواج  يجعل المحبة تبقى دائمه بين الزوجان لآخر الحياة.

 ما الذي يحدث حينما يتزوج الرجل المرأة ؟؟

 عندما يشعر الرجل أنه ملك المرأة ، وملكت المرأة الرجل سيختلف كل الطرق ، والاحساس الذي يشعره المقابل اتجاه مقابله.
ولن يفكر الرجل في مدح زوجته ، والتغزل فيها ، ولا التنازل لها ، ولا شيء من ذلك لانه أن لم يمدحها اليوم سيمدحها غدا ، وأن لم يكن غدا فبعده.
 وكذا التغزل ، واما التنازل فلما فقد كانت تحت يده وفي ملكه فلما يتنازل عن شيء هو مالكه ومسيطر عليه ؟؟ 
فيتحول الهدوء في الكلام الى كلام حاد وجاف خاليا من العاطفة والرقة وتكون الزوجة بدل من الطرف المقابل إلى طرف مماثلة وكذا الزوج.

 والحل الوحيد في نظري الى إعادة الصورة الى سابقة عهدها هو شيء واحد فقط وهو:

 احساسك أنك ستفقد شريكك ، وان الموت سيخطفه منك وإن الزوجة ماهي إلا شهور بسيط أو ايام ويخطفها المنون ، أو أن الزوج سيخرج ولن ترينه بعد اليوم .. اما حادث يصيبه ، او سوء يلم به ..فمتى عاش الانسان هذا الاحساس واقعا وحقيقة ستتغير معاملته مع الكل وخصوصا مع اقرب الناس اليه.
 إلا ترى من يخبره الطبيب انه مفارق للحياة لمرض خطير كيف تتغير حياته ويكون هادئا محبا ، معطاءً ؟؟
والموت امر محقق لا يختلف اصابته من انسان الى اخر ولكن وقته غير معلوم . لكي تعود كما تحب فما عليك إلا ان تشعر نفسك أنك مفارق للحياة ، او ان شريكك سيفارقك الحياة .ولا حال لك إلا 
ان تطبع على شفتيه البسمة قبل ان يفارقك ويموت اليس كذلك ؟؟ 



المصدر:
كلية الزواج السعيد
انتظروا جديدنا
للتواصل على الفيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق