الاثنين، 20 أبريل 2020

رمضان شهر البينات (العقبة)

۞البينة الثالثة والعشرين۞

۩۞۩¤═۞═¤۩۞۩

بسم الله الرحمن الرحيم

۞ فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ  ۞

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ

ومن هنا نلمح أن فضيلة الجود والانفاق والتصدق كانت سمتا من سمات النبي عليه السلام ..

وقد أمرنا الله بها كما أمرنا نبيه فكانت من شعائر ديننا الحنيف

غير أننا نجد النبي صلى الله عليه وسلم قد فاق الحدود في شهر رمضان وهو ينفق .. كان أجود ما يكون في رمضان

وكأن هناك علة مقصودة من وراء هذه الصدقة .. إنها التربية الرمضانية على الصدقة

فحين تفيض بالجود على من حولك بهذا الشكل النبوي فإن هذا الجود حتما سينال من جيرانك وأقربائك الذين ربما قد غابوا عنك على مدار العام أو غابت عنك ظروفهم الضيقة

لذلك تجد الجود البالغ المستفيض ينال من هؤلاء .. ولك أن تعلم أنها عتق لك من النار ..

ليس لأنها صدقة .. ولا لأنها ثواب مقصود وشعيرة رمضانية نبوية .. لا .. بل لأنها إن لم تفعل فهي عقبة في طريق جنتك يوم القيامة

نعم .. عقبة .. وعليك اقتحامها

تعالو نراجع سويا سورة البلد ..

بسم الله الرحمن الرحيم

1. لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ

2. وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ

3.  وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ

4.  لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ

5.  أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ

6.  يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُّبَدًا

7.  أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ

8.  أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ

9.  وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ

10. وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ

11. فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ

12. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ

13.  فَكُّ رَقَبَةٍ

14. أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ

15. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ

16. أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ

17. ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ

18.  أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ

19. وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ

20. عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ

راجع تفسير السورة في أقرب كتب التفسير إليك .. ثم

تعالو نقف عند قوله تعالى .. فلا اقتحم العقبة .. يروى أن العقبة هي حائل بين العبد وبين الجنة .. يقول صاحب الظلال

فلا اقتحم العقبة . . وما أدراك ما العقبة؟  فك رقبة . أو إطعام في يوم ذي مسغبة , يتيما ذا مقربة , أو مسكينا ذا متربة . ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة . أولئك أصحاب الميمنة . .

هذه هي العقبة التي يقتحمها الإنسان - هذه هي العقبة التي تقف بينه وبين الجنة . لو تخطاها لوصل

ومن هنا نحتاج أن نقف على هذا المشروع الضخم

مشروع اقتحام العقبة

نجلس مع أولادنا وزوجاتنا وذوينا .. ونمسك بورق وقلم .. ونحصر بالاسم .. من هم الأيتام في عائلتنا .. من هم الفقراء والمساكين من أرحامنا .. ثم نحصر الفقراء من حولنا .. ونبدأ في خطة عمل لهم

إطعامهم ولو يوما واحدا .. ولو حتى قمنا بزيارات لكل منهم على حده ..

فلربما لا يمكننا أن نجمعهم جميعا في يوم واحد ..

أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ .. وليكن شعارنا واضح واسم مشروعنا واضح .. نحن نقتحم العقبة .. التي تحول بيننا وبين جنة الآخرة ..

رمضان يربينا على الجود الواسع .. أجود ما يكون في رمضان .. علنا نصل لهؤلاء .. فنقتحم العقبة قبل أن نصل للآخرة ونجدهم أمامنا يحاسبونا أمام المولى

حاول ثانية أن تقرأ السورة مجددا .. وتستلهم المقصود

لا نريدها صدقة .. نريدها اقتحاما للعقبة



خالص تحياتي لكم
✍ المستشار الأسري
عمر محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق