الجمعة، 14 فبراير 2020

رمضان شهر البينات (الخشوع)

وثاني المواقف التي نحتاج للوقوف عليها اليوم .. مع ثاني البينات من الهدى والفرقان

۞ الخشوع ۞

منزلة وبينة الخشوع .. كما حكى عنها المولى عز وجل في القرآن

۞ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞

إذا أردت أن تعرف منزلتك ومكانتك من الخشوع من الله الله عز وجل .. فانظر في صلاتك وصبرك على الطاعات والابتلاءات والمصائب

إن وجدت في نفسك حبا للصلاة وصبرا على ذلك .. فهنيئا لك منازل الخاشعين

أما إن وجدت غير ذلك .. فتعالى نراجع أحوالنا سويا

الخشوع يحتاج لمعرفة حقيقية بالدار الآخرة .. انظر ثانية

الْخَاشِعِينَ .. الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

والظن هنا بمعنى اليقين

أيقنوا بأنهم لله عز وجل راجعون وأنهم ملاقوه .. فلما أيقنوا ذلك .. خشعت قلوبهم وأبدانهم

أنظر لحال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول

(وجعلت قرة عيني في الصلاة)

لماذا؟

وكيف يعشق الصلاة لهذه الدرجة؟

لأنه وبفضل ربه عليه .. قد لقي ربه في رحلة الإسراء والمعراج واصطفاه ربه من بين البشر وأطلعه على الملكوت .. وأكرمه باللقاء عند سدرة المنتهى

ورأى أحوال الآخرة رأي العين .. ومنازل المؤمنين والعصاة والكافرين

فلما أيقن .. خشع .. ولما خشع تعلق بالصلاة

۞ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ۞

ومن هنا .. إن وجدت قصورا في صلاتك فاعلم أنك بعيد عن الخشوع

وإن أردت الخشوع وأردت أن تطيب لك الصلاة وأن تنعم بالصبر الجميل على الطاعات وعلى الابتلاءات والمصائب .. فعودة للدار الآخرة

طالع أحوال ومنازل الآخرة .. اقرأ في أيسر الكتب وأقربها لك عن الدار الآخرة .. اسمع لعالم جليل يحدثك عن الآخرة

حينها ستعرف قدر ربك الذي قال ..

۞ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ۞

حين تنزه ربك جل في علاه .. وتدرك حجم ما أنت مقبل عليه .. ستتحقق في قلبك الخشية

وحينها .. حينها فقط

ستطيب لك الصلاة .. وستجد نفسك صابرا وبنفس راضية عن كل ما يحدث لك ومن حولك

۞ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞

أسأل الله تعالى أن يرزقنا خشيته وأن يجعل قرة أعيننا في الصلاة وأن يرزقنا الصبر الجميل

إنه مولى ذلك والقادر عليه



خالص تحياتي لكم
🏻 المستشار الأسري

عمر محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق