الاثنين، 21 نوفمبر 2011

كيف أوجه نقد إلى زوجي؟

كيف أوجه نقد إلى زوجي؟!

أولا يجب أن تضعي في ذهنك أن النقد بشكل عام غير مرحب به وأن رفضه سلوكا طبيعيا يقوم به معظم البشر وأن مقاومة زوجك يجب ألا تأخذيها دائما على أنها تكبر وعناد.
نعم من المفترض أن نقبل النقد لكنني لا أتحدث هنا عن افتراضات إني أتحدث عن طبيعة الرجال التي تكونت عبر سنوات من العيش في مجتمع لديه حساسية من النقد والتوجيه خاصة النقد القادم من المرأة إلى الرجل.
والآن دعيني أخبرك بنصائح قل من جربتها وخاب ظنها:
1-      انتقي كلماتك: لاتوحي إليه بأنك تحاكميه بل تناقشيه حاولي أن تخففي ما استطعت من صيغة الأمر واجعليه نقاش هادئ واصبغيه بالإيجابية قولي له ألا ترى معي ... ما رأيك في ... هذا من شأنه أن يريحه ويخفف من توتره.
2-      الوقت المناسب: ثمة أوقات يكون الحديث فيها ضرب من الجنون أنت أدرى بالأوقات المناسبة والتي يكون فيها زوجك مهيأ للكلام والحديث والتواصل بإيجابية كذلك هناك أماكن مناسبة وأماكن يجب تأجيل أي عتاب خلال التواجد فيها.
3-      لا تقتربي من الثوابت: لا يجب أن تشككي في حبه لك أو بجديته في الالتزام بواجباته العائلية إن محاولة اللعب بالثوابت والمقدسات الزوجية من شأنه أن يضعف قيمتها ولعل كثيرا من الزوجات اللواتي يستسهلن طلب الطلاق عند كل مشكلة من ذلك النوع وللأسف كثيرا ما استفز هذا الزوج فحطم ما كان غير قابل للتحطيم ونطق بالطلاق.
4-      لا تنسي هدفك: هدفك هو علاج خطأه وليس إثباته فإذا ما رأيتي منه تراجعا عنه ومحاولة للتبرء منه فلا تضيقي الحصار عليه اسمحي له بأن يحتفظ بماء وجهه ويكفيك أنك حققت هدفك النهائي والأهم.
5-      بينك .. وبينه: إياك أن توجهي له نقدا أو نصحا في وجود آخرين حتى وإن كانوا الأولاد أو أحد المقربين منكما ولا تستهيني فإن ما تظنيه عاديا قد لا يكون كذلك بالنسبة للزوج حافظي على سرية النصيحة.
6-      كوني مرحة: انتبهي هنا أقصد "بمرحة" أن تجعلي كلامك خفيف الظل أن تكسري حدته وقوته وليس بالمرحة أن تلجأي إلى السخرية حذار من الإستهزاء.
7-      اعتذري إن تضايق: اعتذري عن الأسلوب إن شعرتي أنه أوجعه وحاولي ألا تدعيه وهو حزين أو متضايق من حديثك.
8-      أكدي على حسناته: عندما تنصحي زوجك أو تنتقديه أكدي دائما على مميزاته وحسناته واحفظي له حقه كثير من الزوجات يعلن الحرب على أزواجهم ويغضوا الطرف عن حسناته وكأنه لم يفعل خيرا قط وهذا مما يضايق الزوج ويستفزه الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الأعراف (ولاتبخسوا الناس أشياءهم) فيجب أن نحفظ له جميل فعله وحسناته وأن نشعره أن الخطأ أو العيب لا يقلل أبدا من رصيد الحب الذي نحمله تجاهه.
كذلك أختي الكريمة يجب الوضع في الاعتبار ألا تنصحيه من برج عالي فكلنا نقع في الخطأ والزلل ويجب أن يكون نقدا هينا لينا وأنصحك كذلك بأن تتركي له مساحة كافية لتبرير وجهة نظره وشرح مقصده ولا تصادري حقه في الدفاع عن موقفه.
وفي الأخير أنبه عليك أن تتعاملي مع زوجك حسب خصائصه النفسية فإذا كان زوجك لماحا فلا تصرحي له يكفيك أن تشيري له على موضع المشكلة وتتركيه يتفاعل معها وإذا رأيتي أن لا حل سوى التصريح فصرحي مع الالتزام بالنصائح التي ذكرناها آنفا.

يقول الإمام بن القيم الجوزيه موضحا الفرق بين الناصح المخلص والمؤنب المتشفي:
            إن النصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة ومراد الناصح بها: وجه الله ورضاه والإحسان إلى خلقه فيتلطف في بذلها غاية التلطف ويحتمل أذى المنصوح ولائمته ويعامله معاملة الطيب العالم المشفق على المريض المشبع مرضا وهو يحتمل سوء خلقه وشراسته ونفرته ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح.
            وأما التأنيب فالقصد منه التعيير والإهانة وذم من أنبهه وشتمه في صورة ناصخ مشفق.
            ومن الفروق بين الناصح والمؤنب أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته قال لك: قد وقع أجري على الله قبلت أم لم تقبل ويدعو لك بظهر الغيب ولا يذكر عيوبك ولا يبينها للناس والمؤنب عكس ذلك.

المصدر: كتاب لغات الحب
لكريم الشاذلي

كلية الزواج السعيد
انتظروا جديدنا
للتواصل على الفيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق