الاثنين، 30 مارس 2020

رمضان شهر البينات (وتقلبك في الساجدين)


۞البينة الثانية عشر۞

۩۞۩¤═۞═¤۩۞۩

يقول الله تعالى

۞ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ۞ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ۞ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ۞ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ۞

الله أكبر

توكل على العزيز .. الذي لا يحتاج لأحد .. ولا ينتظر من أحد من خلقه شيئ .. العزيز عن كل شيئ والغني عن كل شيئ .. وهو الرحيم بك سبحانه في كل شأنك فتوكل عليه .. فهو وحده أحق بالتوكل

فهو الذي يراك على كل أحوالك ويدرك دقائق أمورك .. اللطيف الخبير .. السميع العليم

وهنا وقفة .. إذا كان هذا هو حال الإله جل وعلا .. فليست العبرة بأن نتحدث عن العزيز الرحيم مع أناس ليسوا بين يديه طائعين .. خاشعين .. متذللين

انظر إلى حال النبي صلوات ربي عليه وصفا تصويريا يصوره لك العلي القدير ..

الذي يراك حين تقوم .. وتقلبك في الساجدين

أرأيت وصفا أبلغ وأحكم من ذلك .. يصف حال النبي متقلبا في سجوده

الأصل في السجود السكينة والخشوع .. فكيف به يتقلب والله يصفه بهذا !!!

إنه من كثرة سجوده بين يدي الله تعالى .. والله يراه على كل حال وفي كل وقت وحين .. وكأنه صلوات ربي عليه ينقلب من كل حال في كل وقت ساجدا بين يدي ربه

فهو مع كل الساجدين في كل وقت وفي كل مكان .. ومع كل الخلائق

هو بين الساجدين من البشر في كل حين يأمهم في الصلاة

وهو بين الساجدين من الملائكة في في جوف الليل

وهو بين الساجدين على كل حال أبدا

حتى وصل به الحال أن جعلت قرة عينه في الصلاة ..

صار يرضى وينقلب قرير العين حين يتقلب بين الساجدين في كل حين

تصوير رائع لحال النبي وهو يتقلب في السجود على كل حال .. كمن يتقلب في النعيم .. وهو كذلك صلوات ربي عليه

وحين صار السجود له نعيما .. ويتقلب فيه آناء الليل وأطراف النهار .. استحق أن يكون وكيله العزير الرحيم

إن العلاقة بيننا وبين ربنا .. تكن بأسمائه وصفاته .. إن أردت أن تتعامل معه بعزته ورحمته فليكن حالك حال المتقلب بين يديه في كل حين طائعا ساجدا عابدا خاشعا .. واعلم أنه بك سميع عليم

إن قلت يوما أنك قد توكلت عليه وفوضته في أمرك .. فانظر لحالك أولا .. هل أنت من المتقلبين بين يديه حتى توكله أمرك

ليس بعاقل من يدع أمره بيد شخص ما يوكله .. ثم لا يتردد عليه ولا ينقلب إليه من حين لآخر

ولله المثل الأعلى .. هو وكيلك فتقلب بين يديه متنعما بسجود خاشع

جعلني الله وإياكم منهم



خالص تحياتي لكم
  المستشار الأسري
عمر محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق