الأحد، 29 مارس 2020

رمضان شهر البينات (الدفع والتمكين)


۞البينة الحادية عشر۞

۩۞۩¤═۞═¤۩۞۩

يقول الله تعالى

۞ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ۞

جاء في هذه الأية كثير من التفاسير .. ولكن شاهد اليوم أن سنة الله عز وجل في قومه التدافع .. وهو الصراع الدائم بين الحق والباطل .. ومكافأة أهل الحق على جهادهم ومؤاخذة اهل الباطل على كبرهم وعنادهم

والناظر لسير الأولين كما يحكي صاحب المشترك الإنساني يرى أن أهل الإيمان حين يستقيم لهم الأمر ويمكن الله لهم في الأرض لا يلبثوا بإيمانهم كثيرا .. وإنما يبدأون في رحلة الترف والبعد عن الله تعالى .. وهذا البعد يتنافى مع الأصل من الخلق .. ۞ إلا ليعبدون ۞

فيكون من رحمة الله تعالى أن يبادر بابتلائهم ثانية ليقتربوا من ربهم .. ومن عجب أن الإنسان حين يبتلى فإنه يدعو ربه بإخلاص ويعبد بإخلاص .. وحين يكون في مأمن يتراخى ويتثاقل في العبادة ..

فيشدد الله عليه في الابتلاء ليقترب أكثر

يحكي صاحب المشترك .. أن فترات التمكين في التاريخ كله قليلة جدا ..

وأن أطول فترة تمكين حدثت في عهد الأنبياء كانت لسليمان وداوود فقط .. وما عاداهم من الأنبياء ففترة تمكينهم قليلة جدا .. بل إن بعضهم لم يمكن أصلا كما كان حال بعض أنبياء بني إسرائيل الذين قُتلوا ..

وأن أطول فترات التمكين في عهد أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت في عهد هارون الرشيد وعبد الرحمن الناصر في الأندلس فقط .. وما عاداهم من ملوك وخلفاء المسلمين التمكين في عهدهم سنوات معدودة ..

حتى النبي محمد عليه السلام دعوته 23 عام .. ويكون فتح مكة "الفتح المين" في عام 21 ويموت عليه الصلاة والسلام بعد التمكين بعامين فقط ..

إذا فالأصل ليس التمكين .. وإنما حسن العبادة على كل حال

ورحمة الله في الدفع والابتلاء هي عودة الناس لرب الناس بإخلاص العبودية والتذلل له سبحانه

۞ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيئ قدير ۞ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ۞



خالص تحياتي لكم
  المستشار الأسري
عمر محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق