الجمعة، 27 مارس 2020

رمضان شهر البينات (كتابا موقوتا)

۞البينة التاسعة۞

۩۞۩¤═۞═¤۩۞۩

۞ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ۞

أردت اليوم أن اقف معكم عند هذا المعنى .. وأحدثكم عن قيمة الحفاظ على الصلاة على وقتها وما تفعله في صاحبها الذي يحافظ كما أمر الله

أردت أن أحدثكم عن فائدة الانتباه .. وفائدة اليقظة .. وفائدة البركة .. وفائدة التخطيط .. وفائدة إدارة الوقت .. وفوائد عديدة ينالها بسهولة ويسر كل من حافظ على صلاته في وقتها

وحين أقول في وقتها فأنا أعني أن يشهد تكبيرة الإحرام الأولى في المسجد .. ويكن ذلك سعيه .. ولا تشغله الشواغل ولا تصرفه الصوارف عن ذلك

ويخطط يومه ومواعيده على مواقيت الصلاة .. حرصا منه أن يشهد تكبيرة الإحرام الأولى في المسجد

لن يلتمس بركة ولا فائدة هذا من يقرأ .. ولكن من يعمل .. فقط من يعمل

(ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا)

تخيل نفسك .. تترك مواصلتك في وسط الطريق وتنزل لتشهد تكبيرة الإحرام في المسجد .. ثم تعود تستأنف الطريق

تخيل نفسك .. تقطع عملك لتشهد تكبيرة الإحرام في المسجد .. ثم تعود لعملك ثانية

تخيل نفسك .. تقطع رحلتك .. نشاطك .. سمرك مع أولادك وزوجتك .. ترتب طيرانك وسفرك .. تحجز مواعيد طبيبك .. تستعد لنزول يوم حافل بالمواعيد .. كل ذلك بناء على توقيتات الصلاة .. لا لشيئ إلا أنك تجيب نداء اسمه .. الله أكبر

الله أكبر

تجيب مستسلما .. وعينك تقر بما تصنع وتقطع .. وقلبك يطمئن أنه لا فوات

لن أقول لك انتظر عطاء الله .. ولكن سأقول لك .. انظر لحياتك وذاتك كيف ستكون

منذ أيام قليلة وخلال شهر رمضان .. وقف الولد الصغير ذو السنوات العشر أمام خيارين

إما أن يستكمل نشاطا يحبه وينتظره منذ أيام في مكتبة اسكندرية مع أقرانه .. نشاط يجد فيه نفسه ومتعته .. يشبع فيه موهبته ..

أو أن يشهد الصلاة في المسجد .. ويحرص على تكبيرة الإحرام الأولى

لم يكن يمكنه الجمع بين الأمرين .. فهو في النشاط داخل المكتبة منذ العاشرة .. ومن يخرج لا يعود .. هكذا نظامهم

وقف الولد بدون تردد عندما نادى المنادي .. الله أكبر ..

وقرر ألا يحكمه سوى نداء الله أكبر .. خرج من النشاط على ما به من متعة .. إلا أن متعة النداء والصف الأول وتكبيرة الإحرام كانت عنده أشد

عفوا .. هو الولد ذو الأعوام العشرة ..

ولقد أعطاه الله في هذا اليوم خيرا مما فاته في المكتبة

عذرا .. لا أقصد العطاء مقابل الحفاظ على التوقيت .. ولكن أقصد أن الحياة ستستقيم ..

سيزداد معدل انتباهك .. انظر لنفسك وأنت تلتفت لساعتك على مدار اليوم وفي نومك ويقظتك تنتظر المنادي .. الله أكبر

سيزداد معدل تخطيطك لحياتك .. وانظر لنفسك وأنت ترتب مواعيدك بشكل دقيق .. بالدقيقة فعلا كي لا تفوتك تكبيرة الإحرام

سيزداد معدل إداركك للأولويات وترتيبها .. والمقارنة لديك بين الحقوق والواجبات .. والتوازن بين الدنيا والآخرة .. واسترجع موقف الولد ذو الأعوام العشرة

سيزداد يقينك فيما عند الله .. فأبدا لن يتركك ربك تحافظ على وقته وهو جل شأنه لا يحفظك (وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم)

أكتفي بهذا القدر مما كنت أنوي الحديث عنه

فعندما استعرضت الأية .. كي أكتب عنها

۞ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ۞

عندما استعرضت الأية .. كي أكتب عنها .. فتحت في التفسير ونظرت في سياق الآية فوجدت ما كدت أعجز معه عن الكلام .. فالأمر أشد

ولك فقط أن تقرأ السياق الذي وردت فيه الآيات .. ثم ركز في آخر آية في السياق .. وسأترك الأمر لك .. تستلهم المراد من ربك .. وتنظر في أقرب كتب التفاسير لك لتطالع تفسير مجموع سياق الآيات .. فالأمر بحق .. شديد

وحقيقة .. (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) .. فعلا

طالع معي سياق ما وردت فيه آية ۞ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ۞

بسم الله الرحمن الرحيم

۞ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ۞ دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ۞ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ۞ إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ۞ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ۞ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ۞ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ۞ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ۞ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ۞ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ۞

هذا السياق وتلك الخاتمة تحتاج لمراجعة شديدة مع النفس .. فلن يحقق ذلك إلا مصلي بحق

استعينوا بالصبر والصلاة .. على تطبيق ما ورد من ربنا جل وعلا

رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء



خالص تحياتي لكم
  المستشار الأسري
عمر محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق