الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

عدم تقدير الزوج وطاعته




زوجتي لاتقيم لطاعة الزوج قدرا ولا تبالي بغضبي عليها وعدم رضائي عنها تحلو معي فيما يوافق هواها وتتمرد فيما لا يوافق مرادها



إن طاعة الزوج في غير معصية فرض على المرأة وواجب عليها الحرص على طلب مرضاته وعدم غضبه عليها.
وأي حياة زوجية هذه التي تعيشها هذه المرأة وهي لا تطيع زوجها إلا فيما يوافق هواها فقط ولا تهتم بغضبه منها ولا تلتمس مواطن رضاه فتأتيها.
إن الزوجة الصالحة التي ترجو الله والدار الآخرة تعرف أن ذلك من أهم أولوياتها داخل البيت انطلاقا من عظم قدر الزوج؛ ألم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم حرص المرأة على طاعة زوجها في غير معصية الله سببا لدخولها الجنة؟! ألم يثن صلى الله عليه وسلم على المرأة العؤود على زوجها التي لا تستطيع أن تكتحل بنوم وتهنأ بعيش حتى يرضى عنها زوجها؟!
وإلا فبأي شيء تريد المرأة أن تدخل الجنة والنبي صلى الله عليه وسلم ينذرها إنذارا شديدا بقوله: "والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها"
قال ابن قدامة رحمه الله: "معنى النشوز معصية الزوج فيما فرض الله عليها من طاعته مأخوذ من النشز وهو الإرتفاع فكأنها ارتفعت وتعالت عما فرض الله عليها من طاعات فمتى ظهرت منها أمارات النشوز مثل أن تتثاقل وتترفع إذا دعاها ولا تصير إليه إلا بتكره ودمدمة فإنه يعظها فيخوفها الله سبحانه وتعالى ويذكر ما أوجب الله له عليها من الحق والطاعة وما يلحقها من الإثم بالمخالفة والمعصية وما يسقط بذلك من النفقة والكسوة وما يباح له من هجرها وضربها(كما أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم)"
فلتحذر كل عاقلة عصيان زوجها والنشوز عليه فإن ذلك إثم كبير لاسيما إذا كان زوجك صالحا تقيا غير مقصر في حقك ولا ظالم لك.
ثم إذا كان زوجك مقصرا لأي سبب من الأسباب فإن ذلك ليس سببا شرعيا ولا عرفيا لعصيانه وإنما بالنصح المؤدب والمعروف تنال الحقوق.
إن (على المرأة خاصة أن تطيع زوجها فيما يأمرها به في حدود استطاعتها وهذه الطاعة أمر طبيعي تقتضيه الحياة المشتركة بين الزوج والزوجة، ولا شك أن طاعة المراة لزوجها يحفظ كيان الأسرة من التصدع والإنهيار وتبعث إلى محبة الزوج القلبية لزوجته وتعميق رابطة التآلف والمودة بين أعضاء الأسرة وتقضي على آفة الجدل والعناد التي تؤدي في الغالب إلى المنازعة وتعطي الرجل أحقية القوامة ورعاية الأسرة بما وهبه الله من خصائص القوة والتعقل وبما كلفه من مسئولية الإنفاق فإن هذا مما فضل الله به الرجال على النساء كما في قوله تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات (أي مطيعات لأزواجهن) حافظات للغيب بما حفظ الله" النساء : 34
تنبيه: حق الزوج على المرأة أعظم من حق والديها
يروى عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس اعظم حقا على المرأة؟ قال "زوجها" قلت: فأي الناس أعظم حقا على الزوج؟ قال: "أمه".
فيا أيتها الزوجة العاقلة:
(أشبعي غرور زوجك فالزوجة الذكية اللبقة هي التي تحرص على استرضاء زوجها وكسب مودته ومحبته ببعض الكلمات الرقيقة الحانية والثناء عليه وعلى كرمه وتبالغ في مديح زوجها وتحدثه عن عطفه حتى لو كانت هذه المشاعر غير حقيقية فهذا ليس كذبا ولكنه كما اباحه محمد صلى الله عليه وسلم حلال في مشاعر الزوجة لإرضاء زوجها واستمالته وكسب حبه ومودته)
(إن المرأة المسلمة الحصيفة الودود تتعرف على ميول زوجها ورغباته وعاداته وتعمل على مراعاتها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ابتغاء التفاهم والإنسجام في مسيرة الحياة الزوجية ودفعا للسأم والتذمر من رتابتها وهذا ما تفعله كل امرأة ذكية واعية نابهة فقد روي عن شريح القاضي الفقيه أنه تزوج امرأة من بني حنظلة وفي ليلة الزفاف صلى كل من الزوجين ركعتين وسألا الله لهما الخير ثم أقبلت الزوجة على شريح قائلة: إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأبتعد عنه.. ويقول شريح: مكثت معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء إلا مرة واحدة كنت لها ظالما.
هذه هي الزوجة البرة الودود التي يريدها الإسلام راعية لبيتها وفية لزوجها حريصة على دوام العشرة بينهما وإذا ما هبت على حياتهما الزوجية رياح مكدرة سارعت إلى تنقية الجو بالتودد الصادق والتفاهم الحكيم ولا تسمع إلى وسوسات الشيطان ونزغات النفس الأمارة بالسوء فتسارع إلى طلب الطلاق من زوجها ذلك أن عقدة الزوجية أجل وأكبر من أن تنفصم عراها لخلاف عارض أو سوء تفاهم ناشز ولذلك توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة الخفيفة الطائشة الحمقاء المسارعة إلى طلب الطلاق من زوجها لغير ما سبب شرعي قاهر بحرمانها من رائحة الجنة إذ قال: "أيما امرأة سألت زوجها طلاقها بغير بأس (عذر شرعي أو سبب قوي) فحرام عليها رائحة الجنة"
المصدر
عصام محمد الشريف
من كتاب "أشكو إليك زوجتي"
كلية الزواج السعيد
انتظروا جديدنا
للتواصل على الفيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق