الثلاثاء، 21 أبريل 2020

رمضان شهر البينات (عين جالوت)

۞البينة الرابعة والعشرين۞

۩۞۩¤═۞═¤۩۞۩

بسم الله الرحمن الرحيم

۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۞

إن تقوى الله تعالى ليست بالصيام فحسب .. ولا الخشوع والخوف من النيران والرجاء في الجنة .. ولكن اتباع الوسيلة وابتغائها .. والجهاد في سبيله ..

بتلك الثلاثة معا .. يتحقق الفلاح والرفعة والنصرة ..

 وراجعوا أزمة من أزمات الأمة وقعت في إحدى حقابها .. وكيف بتحقيق التقوى وابتغاء الوسيلة والجهاد تحقق الفلاح

في الخامس والعشرين من رمضان عام 658هـ ، انتصر المسلمون بقيادة المجاهد المؤمن سيف الدين قطز في المعركة الخالدة عين جالوت ..

حيث قهرت الجيوش المصرية التتار الذين قتلوا ملايين البشر من المسلمين وغيرهم ..

التتار الذين قضوا على الخليفة ودولة الخلافة وعاصمتها بغداد في عام 656هـ ..

فبعدما سحق التتار كل الإمارات الإسلامية من الصين في أقصى الشرق مرورًا بوسط آسيا وإيران والعراق والشام، فلم يتبقَّ لهم في حصادهم البشري إلا مصر، التي لو سقطت حينها لأمكن للتتار أن يرتعوا في القارة الأوربية، فضلاً عن إفريقيا وبلاد المغرب الإسلامي، لا يردهم في ذلك رادٌّ ..

قبل الموقعة ..

قطز يتولى حكم مصر بعد صراع على الحكم ممن قبله دام لعشر سنوات نسي فيه الحكام مطالب الشعب ..

قطز يجمع شمل المصريين .. يساعده في ذلك قيمتان عظيمتان لم يستطع أحد القضاء عليها ممن كانوا قبل قطز .. وهما ..

تقدير العلماء وتوقيرهم .. حب الناس للجهاد في سبيل الله ..

خطط قطز لتقوية جيشه ، ولتدعيم الصف الداخلي في مصر ، ولتحسين العلاقات الخارجية مع الأشقاء المسلمين ..

وبعدما احتل التتار بمعاونة الصليبيين وبعض الخونة ممن ينتسبون للإسلام بلادَ الشام، أرسلوا رسالة فيها من التهديد والوعيد إلى سلطان مصر قطز، يخبروه فيها بضرورة تسليم مصر بكل هدوء حتى لا تكون كمثيلاتها من البلدان الأخرى ..

ولكن المجاهد المؤمن لا يغتر بمثل هذه التُّرَّهات، ومن ثَمَّ أمر قطز بقطع رؤوس الرسل المغول وتعليقها في أبواب القاهرة؛ لطمأنة عموم الناس، وبثّ الأمل والثقة فيهم ..

قطز يأمر بجمع الجيوش بمعاونة سلطان العلماء (العز بن عبد السلام)

قطز يسير لملاقاة جيوش التتار على أرض الشام بدلا من انتظارهم على أرض مصر ..

قطز وجيش المرابطين المصريين يلتقون التتار في سهل عين جالوت .. قرب منطقة جينين بين بيسان ونابلس ..

وهي منطقة قريبة من منطقة حطين ومنطقة اليرموك .. وهي المناطق التي دارت بها المعارك الخالدة للمسلمين ..

نهاية التتار على يد قطز والعز بن عبد السلام سلطان العلماء ومجاهدي مصر .. في عين جالوت ..

بهذا النصر الساحق، التأم شمل المسلمين في مصر والشام والحجاز تحت قيادة الدولة المملوكية ..

هذه إحدى انتصارات رمضان التي نسأل الله أن يعيدها علينا ويكتب لأمتنا نجاة ونصرا وعزا وتمكينا



خالص تحياتي لكم
✍ المستشار الأسري
عمر محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق